في الكنيسة عبر العصور
[ القرن الأول الميلادي]
2 – ( البدعة الأبيونية )
{ مُختصر تاريخ البدعة الأبيونية }
إن البدعة الأبيونية Ebionites ، هي بدعة نادي بها فريق من المسيحيين المتهوٌدين ، وان كان هذا الاسم الذي عرفوا به لم يظهر إلا في القرن الثاني الميلادي ، لكنهم كانوا موجودين بمبادئهم منذ عصر الرسل ، فلا شك أنهم خلفاء أولئك “الأخوة الكذبة” الذين أشار إليهم بولس في (2كو 11: 26، غلا 2: 4) ، والذين اقلقوا سلام الكنيسة – وبخاصة – في إنطاكية وغلاطية ، وقاوموا قانونية رسوليته وتعقبوه من مدينة إلى أخرى ، ويذكر أبيفانيوس أنهم ظهروا بعد خراب أورشليم سنة 70م ، بين جماعه اليهود المتنصرين الذين لجأوا إلى بلاد قبيل خراب أورشليم ، وإنتشرت أفكارهم في فلسطين والأقطار المجاورة ، ومراكز الشتات ، بل وبلغت روما أقدم ما وصلنا عنهم ذكره الشهيد يوستينوس في حواره مع تريفو اليهودي حوالي منتصف القرن الثاني الميلادي .
وان كان يوستينوس ذكر مميزاتهم دون إسمهم (أبيونيين) إيريناوس ، وأوريجانوس العلامة ، ويوسابيوس القيصري المؤرخ – يؤكدون أن تلك المميزات التي ذكرها القديس يوستينوس ، ليست سوي مميزات الأبيونيين.
والإسم “أبيونيون” ـ ومن العبرانية “ابيونم” ـ وتعني فقراء ومساكين.
وهذه التسمية – إما أطلقها هم على أنفسهم لينالوا الطوبى التي أعطاها السيد المسيح للمساكين بالروح ، وإما أطلقها المسيحيون عليهم لأنهم فقراء ومساكين في أفكارهم.
وهذه التسمية – إما أطلقها هم على أنفسهم لينالوا الطوبى التي أعطاها السيد المسيح للمساكين بالروح ، وإما أطلقها المسيحيون عليهم لأنهم فقراء ومساكين في أفكارهم.
ولكنهم كانوا يختلفون في أفكارهم ومبادئهم ، فهم فريقان بين متزمت ، ومعتدل : فالفريق المُتزمت يحفظون ناموس موسي حفظًا حرفيًا ، ويقدسون السبت ، ويعتبرون الختان لازماً للخلاص ، وأوجبوا على المسيحيين ، ضرورة حفظ الناموس القديم كشرط لخلاصهم.
ومن جهة إيمانهم في المسيح، فقد أنكروا لاهوته وأزليته ، ورفضوا إعتباره اللوغوس وكلمة الله وحكمته.
وأنكروا ميلاده المعجزي من العذراء مريم ، وإعتبروه إنسانًا عاديًا كسائر البشر الطبيعة من يوسف ومريم ، وأنه هو النبي الذي تنبأ عنه موسي.
الأخرى) ، ورفضوا الإعتقاد أن المسيح خضع للموت.
كما اعتقدوا في مجيئه الثاني في مجد ملكي ، وأنه يعد لنفسه ولأتباعه – ولا سيما من أتقياء اليهود – مُلكًا ألفيًا – والفريق المُعتدل يحفظون ناموس العهد القديم، لكنهم لا يلزمون به الجميع ولا يتعصبون ضد من يرفضون حفظه.