شهود يهوة
المرفوض والمقبول في الكتاب المقدس
يؤمن شهود يهوه بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله ، ويعتبرون أسفاره الـ 66 موحًى بها ودقيقة تأريخياً.
وما يُدعى عموماً العهد الجديد يفضّلون الإشارة إليه بعبارة “الأسفار اليونانية المسيحية” ، والعهد القديم بعبارة ” الأسفار العبرانية”.
وفي حين يقولون – إن المسيحيين – غير مُلزمين بحفظ شرائع التوراة الواردة في “الأسفار العبرانية” – وإنما يخضعون لتعاليم “الأسفار اليونانية” ، يقتبس شهود يهوه من الأسفار اليونانية والعبرانية على حد سواء ، ويفهمون نصوصها حرفياً ، إلا حيث تدل التعابير أو سياق الكلام على نحو واضح أن المعنى مجازي أو رمزي.
وهم يقولون أنه فيما تنتظر بعض نبوات الكتاب المقدس الإتمام، فإن الكثير من النبوات قد تم ، أو انه قيد الإتمام ، والهدف الأهم لكل واحد من شهود يهوه هو التبشير بملكوت الله باعتبارهِ الحل الوحيد والقريب لمشاكل العالم المتفاقمة، وكذلك تعريف الناس على اسم الله الفريد – يهوه – كما يذكر الكتاب المقدس.
كما أنهم يمنعون أتباعهم من التدخين بإعتبارهِ مؤذياً للجسم ويخالف كلمات القديس بولس ” لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح ” (2 كورنثوس 7: 1).
ويمنعوهم أيضاً من خدمة العلم ، لأنهم يعتبرون أن ولاءهم هو لملكوت الله وجميع حكومات العالم في نظرهم هي موجودة بسماح من الله القادر على كل شيء لكنها تخضع لسلطة الشرير ” الشيطان “ ) يوحنا 5: 19 ) ، ويقولون إن تحية العلم هي نوع من عبادة الأصنام ، فيمتنعون عن أداء تلك التحية بإعتبارها طقساً دينياً.
غير أنهم يشددون على إحترام قوانين الدولة ما دام ذلك لايتعارض مع الولاء المطلق لله ولملكوته.
قاعة الملكوت
كما أنهم أيضاً يحرمون عملية التبرع بالدم بسبب قدسيته ، فكل إنسان بحسب اعتقادهم يمتلك حياته في دمه ولا يجوز ان تنتقل تلك الحياة لإنسان آخر حتى لو كان مشرفاً على الموت ويحتاج لمتبرع بالدم ، وان الدم الوحيد القادر على الإنقاذ هو دم المسيح الكريم. غير أنهم يقبلون بالبدائل الطبية للدم.
ويقولون أيضاً إن المسيح لم يمت على صليب،كما تعتقد طوائف العالم المسيحي بل على عمود أو خشبة (الكلمة الاصلية اليونانية staurós (، كما هو موجود في أسفار الكتاب المقدس، لذلك فهم لا يضعون الصليب على الصدور وفي البيوت، كما أنهم لا يستعملون الصور والتماثيل في عبادتهم. وفي حين يؤمنون بأن مريم وَلدت المسيح وهي عذراء، يفسّرون نصوص الإنجيل التي تتحدث عن “إخوة يسوع” بالقول إن مريم أنجبت أولادا آخرين من زوجها يوسف بعد ولادة المسيح ، وقد خصصت مجلتهم “برج المراقبة ” – عدد 1 يناير 2009 مقالات حول الاستفادة من مثال مريم والإقتداء بهـــا.
لكل هذه الأسباب مُجتمعة – تعتقد طوائف العالم المسيحي ان شهود يهوه هي بدعة واتباعها ليسوا بمسيحيين.
الإحصائيات الأخيرة لأتباع شهود يهوه حول العالم
إن لجماعة شهود يهوه ، أتباعها المُتأثرين بأفكارها وإتجاهاتها في جميع دول العالم تقريباً ، حتى في الدول الشيوعية ،والملحدة ، ومعروفون بسلوكهم المسيحي الحسن وإتباعهم للقوانين واحترامها والتسامح مع كل الأطياف والثقافات. ومن الجدير بالاهتمام أن عمل شهود يهوه مسموح به في العالم العربي فقط في كل من جمهوريتي لبنان والسودان، حيث يناهز عددهم 3600 في لبنان و700 في السودان بحسب ما ذكر في كتابهم السنوي لعام 2013، وهو الأمر الذي يطرح إشكالية الحرية الدينية وإقصاء بعض الطوائف في العالم العربي.
وبحسب تقريرهم العالمي لعام 2019، تشير إحصائيات الشهود ان أتباعهم الملتزمون 8,683,117 في 240 بلداً ، وتستند الإحصائية على عدد الذين يقومون بالعمل التبشيري في بيوت الناس.
وقد لا نتوخّى الدقة في الإحصاء ، إذ استثنى الإحصاء الأطفال دون سنّ العاشرة، وإستثنى كذلك أتباع فكر الشهود الذين لا يقومون بالأعمال التبشيرية المنزلية. فنستنتج مما سبق ، إن الإحصائية متحفّظة بعض الشيء – فهناك 20 مليون نسمة يحضرون ” عشاء الرب “ ، والذي يقام مرة واحدة كل عام في الرابع عشر من شهر نيسان بحسب التقويم القمري.
لا تدّخر جماعة الشهود من نشر معتقداتها في شتّى بقاع الأرض ، ويؤكد شهود يهوه على نشر معتقداتهم عن طريق المادة المكتوبة.
ويقوم الشهود بطبع ونشر مجلة : إستيقظ –Awake ، والتي تنشر في 221 لغة. وتتناول المجلة مواضيع متنوعة ، ولكن تتم معاينة ومداولة تلك المواضيع العامّة من وجهة نظر الكتاب المقدس.
كما تُحرص جماعة شهود يهوة أيضاً على نشر مجلة
برج المراقبة – The Watchtower
المجلة الأقدم في تاريخ جماعة شهود يهوة ـ والتي كان ” تشارلز تاز راسل ” – هو أول من قام بإصدارها ، وتُطبع هذه المجلة بـ357 لغات وتتناول شرح مبادئ الكتاب المقدس، ويقدّر توزيع المجلة بـ 93 مليون نسخة. يصدر شهود يهوه أيضا مطبوعات تشرح الكتاب المقدس بأكثر من 1000 لغة، حتى باللغات التي ينطق بها عدد قليل من الأشخاص الساكنين في المناطق النائية. موقعهم على الإنترنت يزود معلومات بمئات اللغات .
حركات المقاومة والرفض لأفكار شهود يهوه
على الرغم من وجود أتباع لجماعة شهود يهوة في أنحاء متفرقة من العالم ، إلا أن الكثير من أتباعهم خصوصاً في الدول غير المدنية التي تعرف تراجعاًَ كبيراً في الحريات والحقوق المدنية في العالم المعاصر يشتكون على غرار أتباع الديانة البهائية.
ويُصرِّحون أنهم يعانون بشدة من الاضطهاد والإقصاء والملاحقة المُمنهجة في العديد من الدول ، وأحياناً كثيرة الملاحقة والتحريض والحرمان من حرية التعبير والتجمع في الأماكن والمنشآت العمومية ، وحرمان أتباع ديانتهم من حق الوعظ في إطار حق الاعتقاد كمجموعة دينية وثقافية عالمية لا عُنفية لا إثنية وطائفة مسيحية قائمة بذاتها ، مسالمة ومنصهرة في المجتمعات المدنية والقيم العلمانية الحديثة، حيث تتبنى ثقافة التسامح والتعايش الاجتماعي والديني مع مختلف الطوائف والأديان ورفض الإقصاء والعنف والتحريض على الأشخاص أو الجماعات أو الإثنيات.
ويشتد هذا الضغط بالخصوص في معظم الدول غير العلمانية المُنغلقة والمتشددة بخصوص حرية التعبير وحرية المعتقد والتجمع، المتعلقة بالحقوق والحريات المدنية المتطورة في العصر الحديث.
كما يتهم البعض هذه الجمعية بأنها جماعة يهودية، وهو أمر ينكرهُ شهود يهوه.
إلا أن طائفة شهود يهوه تواجه نقداً حاداً كطائفة مسيحية حديثة، رغم انسجامها في القيم العلمانية والمدنية مع الدولة الحديثة ، وتبني قيم التسامح الاجتماعي والثقافي والانفتاح. ويتجلى الانتقاد في عدم تعامل شهود يهوه مع عمليات نقل والتبرع بالدم، الأمر الذي يراه المعارضون منافيا لحاجة المستشفيات الطبية لعمليات التبرع بالدم ذات الطابع الإنساني ، مما قد يتعارض حسب “المنتقدين” مع القيم الإجتماعية والإنسانية في ثقافة التبرع والعطاء من أجل المجتمع.